الفطام !

(1)

من الف عام

وانا لسا بحبي في الكلام

برقت عيونك شمستين من جوا برجين الحمام

الرمش طير ملهوش وطن

والنني دمعاية يتيم

والعين رغيف فـ يدين ولاد اهل البلد

لقمة حنان ممدوده فوق طبليتي

والضحكة قله منديه خد البساط

وفردتي شلال الليالي المغزولين..

.. برعونة الفرس اللي جامح فوق تلال السحر

وبحور العجب

وانا أصلي لا ابوزيد الهلال

ولا كنت - في الموال – حسن

ولا كنت مفطوم يا حببتي ع السنابل والعيدان القمح

ساعة ما ارتعش نهد النخيل

.. السعف قال: الواد كبر

فطمتني امي ع الغنا

نطق الكلام فوق شفتي من ألف عام

وساعتها كنت إعرفت فى الأسماء جميعها ... قلتها

وفهمت في لغو السكون

وفهمت كيف (( ان )) الحجر

(2)

وأنا لما طل الخوف في عينك من زمن

رميت بقرش الحب من قلب العفن ..

.. جو البحيره الرايقه فيكي .. لما أنا ..

.. حلمت بمراكب ابقى انا فيها الشراع

.. والشاعر الربان على امواج النيازك

.. والنجوم الطالعه في عز النهار

المطره نزلت غرّقت ارض الجفاف

طار الفؤاد جوايا م العشه الفقيره لحد باب سابع سما

وسمعت صوتك – رغم صمتك – جاي لي بغموس وعيش

وكتاب قصايد جوا بيت من غير بيبان

افتح بيبانك للشعاع

افتح بيبانك يا فتى

الريح بتاكل في الشراع

والبحر طوق ملهوش مدى

مديت ايديا

انما كان الفنار اللي التمع في النني سافر واختفى

واكلْت من لحم الشطوط

وعزفـْت الحان الرجوع من مزمارين

.. واحد لسمكه ميته

.. والتاني كان ناي الصدى

يا ام الهلال .. ياام الحلق

النور لا عدى ولا برق

واللي اترسم فوق المرايه عندنا

لحم السفينه اللي اتحرق

ورجعت بعد الألف عام

مكسور جناح الشعر فيّ

ومنجرح خد الكلام

كام اللي فات ؟

كام اللي جي ؟

يا هتلري لسه الرقيق في عيونها حي ؟

المقدافين اتدمروا

والبلبلين .. فوق نني عين القمح فيها اتغيروا.

ولمحت في ابراج الحمام جثه بتشبه غنوتي

نزلت دموع الملح منها ..

.. فزَّعَت جوز اليمام

وانا لسه باحبي – بدهشتي – في بحر الكلام

من الف عام !