شاي مرّ

كل يوم الصبح
تفتح باب أوضتها
على أمل جديد ..
تغسل شعرها الناعم ،
تقف قدام المرايا وتبتسم ،
تتمشى شوية
بين جناين عمرها
اللي طارح ضي ،
تسقي ورود الشوق اللي بتكبر
في قلبها الأخضر ..
كل يوم الصبح
تفتح الباب
على عمرها اللي جاي

***

شعرها طويل وناعم
كان بيعجب حبيبها قوي ..
زي ما كانت بتعجبه قصايدها
بعد ما اتجوزوا
كان بيتضايق منه جدا
وهوه مبلول !!
كانت كل ليلة تسرحه كويس ،
تعمله ضفيرة
وتحط المشط
فوق القصيدة !!

***
في حصة الرسم
كانت واقفة في وسط الفصل
شافت الواد
وهوه بيرسم ظابط ببدلة مكوية
وجزمة بتلمع ..
كان ماسك حرامي من قفاه ،
البنت اللي جمبه رسمت قلب
وفي وسطيه وردة حمرا .. ،
وقفت هي ترسم في الفضا
سنين عمرها
اللي اتفرقوا ع الدروب

***
بمطرقة وأزميل
بتنحت في الهوا
تمثال لأول راجل
اداها وردة
قالت في نفسها
ح اعمله بيبتسم ..
وفاتح دراعاته .. ،
بالليل
ح اخشّ في حضنه
وانام .

***
المخدة زي لوح تلج
والنور الباهت
نازل ستاير تقيلة على حيطان الأوضة
ومضيع شكل اللوحة
اللي فيها زهور كتيرة
وشجر .. وبراح ما عاد ش موجود
الأوضة بقت واسعة قوي عليها ..
والزمن بيجري فيها
على آااخر سرعة
***
في الميعاد اللي كان بيشرب فيه الشاي
دخلت أوضة المكتب :
نضارة قراية
أقلام متبعترة وحبرها ناشف ،
قصاقيص ورق لموضوعات كانت بتعجبه
آخر جرنان اشتراه ،
مكتب خشب .. وراه كرسي جلد اسود
ما عاد ش حد بيقعد عليه

***

كل ليلة
الساعة اتناشر بالظبط
تهب من النوم مفزوعة
على ريحة كوابيس ..
تحاول تلم شعرها
اللي بقى عامل زي خيوط العنكبوت
وتقف تبص لنفسها في المرايا ..
تمشي صوابعها بمرار
تحت عينيها ،
تمشيهم على خدودها
اللي كانوا ف يوم من الأيام زي التفاح .. ،
بتركز قوي في المرايا
وعينيها واصله هنااااك
في آخر الممر اللي متكومة فيه زكريات
طالع منها نور باهت يا دوب شايفاه ..
واقفة قدام المرايا
وسامعة صوت الأوراق الصفرا
اللي بتسقط من شجرة التوت ،
صوت زحف الديدان جوه قصاري الزرع
اللي محطوط في البلكونة ،
بتحس بنسمة الهوا الباردة
اللي بتلسع رجليها الحافية
تفوق .. تخرج من ذكرياتها ،
تبص لرجليها وتقول :
عادي ..
الميتين ما بيلبسوش جزم .

***
كل ليلة
تخش الأوضة دي بالذات
تطلع المفتاح اللي معلقاه في رقبتها
بسلسلة فضة
وتفتح الباب ..
في وسط الأوضة بالظبط
كرسي خشب اسود ،
وترابيزة صغيرة ..
تقعد بمنتهى الهدوء
تقلّب في الصور المتبعترة ،
وتمشّي صوابعها ع الملامح ،
تبص قوي ف عينيه .. وتسرح
كل ليلة ..
تفتح الباب
على عمرها اللي فات .